في ندوة خاصة الأستاذ جابر الجابري تحدث للمرفأ عن واقع الثقافة العراقية
بتارخ 17 صفر 1427
نظم مرفأ الكلمة للحوار و التأصيل الإسلامي ندوة بعنوان (واقع الثقافة العراقية)، تحدث فيها الأستاذ السيد جابر الجابري (مدين الموسوي) وكيل وزارة الثقافة في العراق عن الظروف التي تمر بها الثقافة و المثقف في هذه المحنة الصعبة التي تعصف في العراق اليوم.
وكان السيد الجابري افتتح الندوة بالحديث عن دور أهل البيت عليهم السلام في صياغة الهوية الفكرية للشعب العراقي و صيانتها، مؤكدا أنهم أسسوا لحركة الوعي الفكري وحملوه لثلة من المؤمنين و العلماء المخلصين الذين واصلوا المسيرة و لا يزالون.
أشار إلى الدور الرهيب الذي لعبه نظام الطاغية البعثي في محاصرة الثقافة وأهلها و التنكيل بهم قتلا و تهجيرا، مؤكدا أن هذا الحصار رغم قسوته و مرارته لم يستطع أن يقضي على حركة الفكر في العراق. فبعد سقوط النظام شاهدنا نهوض طبقة جديدة من أهل الفكر و الثقافة تسعى لتأسيس (سلطة الثقافة) في مجتمع عاش لعقود طويلة (ثقافة السلطة).
وأضاف أننا نرى اليوم عشرات الدوريات و الصحف والقنوات المرئية و المسموعة التي تتحرك بحرية كاملة في التعبير دون أن يسألها أحد عما تقول و تنشر وهذا تطور إيجابي كبير. رغم اننا نعتقد أن بعض ما ينشر و يبث يسيئ للعراق و ثقافته..
مؤكدا عن أنه و في الظروف الراهنة انطلق المثقفون وأهل الفكر والمبدعون ليملئوا الكثير من الساحات التي كانت شاغرة حتى وقت قريب.
ومشيرا إلى أنه وفي مقابل هذا الحراك الثقافي انتشر خفافيش الظلام لإثارة الأضغان والإحن و النعرات الطائفية و القضاء على كل حركة فكر أو شعاع وعي. … إلا أن في الأفق من البشائر ما يعد بتغير وجه العالم باتجاه النور انطلاقا من العراق، مؤكدا على أن الشعب العراقي فيما ورثه عن الأئمة الهداة أثبت قدرة منقطعة النظير على الصمود أمام تحديات القتل والحصار.
ونوه إلى أن المشروع الأمريكي في العراق ليس مشروعا عسكريا أو سياسيا فحسب بل هو مشروع يحمل برنامجا ثقافيا يريد أن يمرره في العراق ومن خلاله …. مبديا ثقته بقدرة الشعب العراقي على إسقاط هذا المشروع ومؤكدا أن هذه القدرة تتخطى مجرد إسقاط المشروع الأمريكي إلى التأثير في ثقافة المحتلين و الوافدين.
أما عن دور الإسلاميين و المخلصين في وزارة الثقافة وغيرها من منابر الفكر فقد أكد السيد الجابري أن هناك صعوبات كبيرة تواجه حركتهم … معتبرا أن القول بان هذه المواقع مخترقة من قبل البعثيين وأمثالهم كلام غير دقيق، فالصحيح أن اولئك المخلصين هم الذين اخترقوا المراكز العلمية والثقافية الرسمية. …. لأن هذه المؤسسات وفي كثير من مرافقها لا تزال محكومة بوجود كبير هو إرث العهد السابق. ولكنه أكد أن هناك حركة كبيرة وجادة تهدف إلى الحد من قدرة السلبيين وتفعيل دور المفكرين والصادقين من أهل القلم والثقافة.
وختمت الجلسة بعدد من المداخلات.
نبذة عن الأستاذ جابر الجابري
الشاعر الأديب جابر الجابري (مدين الموسوي) شاعر ومثقف عراقي من مواليد 1958م، يعد من الشعراء العراقيين البارزين، لجأ إلى المنفى في نهاية السبعينات بعد مرحلة من النضال السياسي في العراق، التحق الموسوي بجبهات القتال في زمن الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية في ايران..
سافرر إلى بيروت وأصدر فيها مجلة “القصب” الثقافية 1995م، وفي بيروت حصل على شهادة الماجستير في الأدب من جامعة الإمام الاوزاعي.
صدرت له عدة دواوين: لهم الشعر، للريح.. والرماد، كان لنا وطن، أوراق الومن الغالب، صرخة الحسين عليه السلام في القدس، شارك في العديد من المهرجانات والمؤتمرات الفكرية والثقافية في العالم. عاد إلى العراق بعد سقوط الطاغية. حصل فيها على شهادة الدكتوراة، وهو يشغل الآن منصب وكيل وزارة الثقافة.