الأساليب الدقيقة والمتنوعة في فهم وبيان معارف القرآن الكريم
نظّم مرفأ الكلمة للحوار والتأصيل الإسلامي ندوة علمية باللغة الفارسية بعنوان «الأساليب الدقيقة والمتنوعة في فهم وبيان معارف القرآن الكريم»
استضاف فيها حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن أحمدي بلخي (أحمدينژاد)،
مؤسس ومدير مؤسسة ثقافة القرآن ومنهج البلاغة في أفغانستان – مركزية بلخ، بحضور جمع من الباحثين والمهتمين بالدراسات القرآنية.
أهمية تفسير القرآن وأساليبه
استهلّ السيد أحمدي بلخي حديثه بالتأكيد على أهمية تفسير القرآن ومعارفه، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم لا يكتفي بتقديم المعارف بأسلوب واحد،
بل يستخدم مجموعة من الأساليب البلاغية المتنوّعة التي تمسّ العقل والوجدان معًا.
ثمّ عرض اثني عشر أسلوبًا من أساليب عرض المعارف القرآنية، من أبرزها:
أسلوب تذكير الناس بالنِّعَم، وتحريك العواطف، والإيقاظ والنهضة، والاعتبار والعظة، والترغيب والترهيب، والمقارنة، والحديث الأدبي المهذّب،
موضّحًا كلّ أسلوب بشواهد قرآنية دقيقة تبيّن جمال البيان القرآني وتنوّع طرائق التأثير فيه.
طرائق التفسير وقوالبه الفنية
انتقل السيد بلخي بعد ذلك إلى بيان طرائق وقوالب التفسير في القرآن الكريم، فعدّدها ضمن منظومة علمية متكاملة، تشمل:
طريقة السؤال والجواب، والطريقة القصصية، وطريقة المرض والعلاج، والطريقة المنظومية، وطريقة الحوار، والطريقة المقارنة، والطريقة التدرّجية (السلّمية)، وطريقة الأمثال والتشبيهات، والطريقة العددية، وطريقة الخطاب والأمر، وطريقة التصوير وبناء الفضاء القرآني.
وأوضح أن هذه الطرائق تكشف عن ثراء المنهج القرآني في البيان والتعليم،
وتدلّ على أن القرآن لا يقدّم المعرفة بأسلوب جامد، بل بأساليب حيوية تراعي تفاوت العقول ومستويات الفهم.
نماذج تطبيقية من الأساليب القرآنية
عرض السيد بلخي مجموعة من النماذج القرآنية التطبيقية، منها:
- أسلوب تذكير النِّعَم: ﴿وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾
- أسلوب إثارة العواطف: ﴿وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا﴾
- أسلوب التشويق والترغيب: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾
- أسلوب التحدّي العقلي: ﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾
- أسلوب القصص القرآني: ﴿فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾
خاتمة الندوة
اختُتمت الندوة بتأكيد السيد أحمدي بلخي على أن فهم المعارف القرآنية يتطلب التعمّق في أساليب البيان القرآني، لأن تلك الأساليب هي التي تربط النص بالوجدان وتحوّله من مجرد خطاب لغوي إلى رسالة تربوية وروحية شاملة.
كما دعا الباحثين والمبلغين إلى الاهتمام بدراسة الأسلوب القرآني في عرض المعارف، لما يحمله من طاقة بلاغية قادرة على تجديد الخطاب الديني وإحياء الوعي الإيماني في المجتمعات الإسلامية.



