الأمسية القرآنية (سبل الهداية الإلهية)
ضمن فعالياته الرمضانية المتواصلة، أقام مرفأ الكلمة للحوار والتأصيل الإسلامي الأمسية القرآنية السادسة، والتي جمعت بين معرفة أساليب حفظ القرآن الكريم والتعرف على سبل الهداية الإلهية على ضوء القرآن الكريم.
ومع استمرار هذه السلسلة من الأمسيات، يسعى المرفأ إلى تقديم محتوى ديني يساهم في ترسيخ القيم الإيمانية وتعزيز الوعي الديني لدى المسلمين.
تحفيظ القرآن في تونس مع الحافظ السيد ماهر ميري
في بداية الأمسية، قدم الحافظ السيد ماهر ميري من تونس عرضًا شيقًا حول أساليب تحفيظ القرآن الكريم في بلاده،
موضحًا أن تونس تتميز بطرق تقليدية وأخرى حديثة تواكب التطورات في مجال التعليم القرآني. ومن هذا المنطلق، استعرض الشيخ ماهر ميري أبرز المحاور التالية:
- الطرق التقليدية والمعاصرة في تحفيظ القرآن، وكيف ساهمت المدارس القرآنية في نشر الثقافة الإسلامية.
- أهمية التجويد والتفسير، ودورهما في تعزيز الفهم العميق لمعاني الآيات.
- التحديات التي تواجه مراكز التحفيظ، وأبرز الحلول الممكنة لتطوير طرق التعليم القرآني.
وبالإضافة إلى ذلك، أكد الحافظ ميري على ضرورة الجمع بين الحفظ والفهم،
بحيث يكون التعليم القرآني شاملًا ولا يقتصر على التلقين فقط.
سبل الهداية الإلهية مع سماحة الشيخ طاهر الغرباوي
بعد ذلك، انتقل الحديث إلى سماحة الشيخ طاهر الغرباوي، الذي تناول موضوعًا غاية في الأهمية،
وهو سبل الهداية الإلهية كما وردت في القرآن الكريم وسنة العترة الطاهرة. وبما أن الهداية تشكل جوهر الحياة الإيمانية،
فقد ركز الشيخ الغرباوي على عدة محاور أساسية، أبرزها:
- المعنى العميق للهداية، وأهميتها في حياة الإنسان.
- العلاقة الوثيقة بين التقوى والهداية، وكيف أن الارتقاء في مراتب التقوى يقود إلى النور الإلهي.
- أنواع الهداية الإلهية، وكيف يمكن التمييز بينها.
- أسباب الهداية وأسباب الضلال، وأثر البيئة والتربية في توجيه الإنسان.
- شروط اكتساب الهداية الحقيقية، وأهمية السعي المستمر للثبات على طريق الحق.
- التكامل بين القرآن والعترة الطاهرة، في إيضاح معالم الهداية للإنسانية.
ومن هذا المنطلق، أوضح الشيخ الغرباوي أن الهداية ليست مجرد معرفة الحق، بل هي مسيرة مستمرة تحتاج إلى الإخلاص، والتقوى، والعمل الصالح.
تفاعل الحضور وأثر الأمسية القرآنية
وبالطبع، كان لهذه الأمسية أثر كبير على الحاضرين، حيث تفاعلوا مع المحاضرين من خلال طرح الأسئلة والمداخلات التي سلطت الضوء على أهمية فهم القرآن الكريم في حياة المسلم.
علاوة على ذلك، كانت هناك نقاشات مثمرة حول كيفية تحقيق الهداية في ظل التحديات المعاصرة، وكيف يمكن للفرد أن يثبت على طريق الحق وسط المغريات والصعوبات.
وفي الختام، جاءت هذه الأمسية لتؤكد أن القرآن الكريم والعترة الطاهرة هما النور الذي ينير طريق الهداية، ويوجه الإنسان نحو الخير والصلاح.
