الحوار بين المذاهب: من الجدل العقيم إلى البحث العلمي الهادف
استضافت مؤسسة مرفأ الكلمة للحوار والتأصيل الإسلامي أمس الدكتور السيد عصام العماد في بندوة علمية متميزة تناولت موضوع “الحوار بين المذاهب: من الجدل العقيم إلى البحث العلمي الهادف”.
افتتاح الندوة وتعريفها
بدأت الندوة بترحيب حافٍ بسماحة الدكتور عصام العماد، حيث قُدم عرض تمهيدي تضمن تعريفاً موجزاً بعنوان الندوة ومحاورها.
وبعد ذلك، ارتقى سماحة الدكتور عصام إلى منصة الندوة،
فركز خلال كلمته على أهمية الحوار كمنصة لاستعراض الأفكار ومناقشة الفوارق الفكرية بطريقة علمية وروحية تسمو فوق الجدل العقيم.
رؤية الندوة والمحاور الأساسية
ثم شرع الدكتور العصام في شرح رؤيته التفصيلية للندوة، حيث تناول المحاور الأساسية التالية:
- لماذا تنحاور؟
في البداية أوضح سماحة الدكتور العصام أن الحوار العلمي يمثل ضرورة ملحّة في عصر تتزايد فيه التحديات الفكرية والاجتماعية، مما يحث على تجاوز الخطابات المتشنجة بغية الوصول لآفاق جديدة من الفهم المشترك والاحترام المتبادل. وبعد ذلك، شدد على أن الحوار يعد وسيلة فعّالة لسد الفجوات الفكرية. - ما هي المكاسب العلمية والروحية من الحوار؟
علاوة على ذلك، أكد المتحدث أن الحوار لا يقتصر على تبادل الآراء فحسب، بل يشمل أيضاً تبادل الخبرات والمعارف؛ إذ يؤدي ذلك إلى بناء جسور من الثقة وتوحيد الجهود لمواجهة العقبات الفكرية والثقافية. وبالمثل، بيّن أن هذه العملية تساهم في تنمية العلاقات الفكرية الراسخة بين المتحاورين. - بين التهييج الطائفي ومنع الحوار العلمي، كيف نعالج الطرفين؟
وفي هذا السياق، طرح الدكتور العصام حلولاً عملية تتضمن تبني منهجية علمية ترتكز على البحث والتحليل بعيداً عن الانحياز. كما أضاف أنه من الضروري فتح فضاءات واسعة تمكن مختلف الأطياف من التعبير عن آرائهم بصورة حضارية، مما يسمح للجميع بسماع صوت الآخر.
تجربة شخصية في الحوار مع التيار الوهابي
بعد ذلك، انتقل سماحة الدكتور عصام العماد إلى سرد تجربة شخصية مميزة، حيث عرض تجربة حوارية مع التيار الوهابي.
وبناءً على ذلك، تناول تجربته التي شكلت نقطة تحول فكرية،
إذ كان للحوار النزيه والباحث عن الحقيقة دوراً حاسماً في تغيير مساره الفكري
من الفكر السلفي الوهابي إلى مذهب أهل البيت عليهم السلام.
وفي هذا الإطار، أبرز كيف أن الانخراط في حوار علمي مبني على الاحترام المتبادل والاستماع العميق قد سمح له بفهم أعمق للمفاهيم الدينية وتوسيع أفقه الفكري.
الأساليب الفعالة للحوار بين المذاهب الإسلامية
وعلاوة على ما تقدم، أشار الدكتور عصام العماد إلى أهمية تبني أساليب فعالة عند الحوار مع الآخرين، حيث وضّح ضرورة اتباع الخطوات التالية:
- استخدام لغة مبسطة وواضحة:
بالتالي، يشير إلى أن التواصل بأسلوب يفهمه الطرف المحاور يسهم في نقل الأفكار بشكل مباشر دون تعقيد أو استعمال مصطلحات فنية يصعب استيعابها. - الاستماع الفعّال:
بالإضافة إلى ذلك، أكد على ضرورة منح الطرف الآخر فرصة كاملة للتعبير عن آرائه، مما يتيح تبادل الأفكار في جو يسوده الاحترام المتبادل. - طرح الأسئلة التحفيزية:
ومن ناحية أخرى، شجع على طرح الأسئلة بدلاً من الافتراض المسبق، مما يفتح آفاقاً جديدة للنقاش ويساعد على كشف الفروق بأسلوب بنّاء. - التحلي بالمرونة الفكرية:
وأخيراً، دعا إلى تقبل وجهات النظر المختلفة والسعي لإيجاد نقاط تقارب مشتركة، وذلك لتجنب الجدل العقيم وتحويل الحوار إلى نقاش علمي مستنير.
أهمية الحوار بين المذاهب في بيئة معرفية متعددة التوجهات
في الختام، أكد سماحة الدكتور عصام العماد أن الحوار لا يعني التنازل عن المعتقدات،
بل هو وسيلة للوصول إلى تفاهم مشترك يمكنه أن يفتح آفاقاً جديدة نحو التعايش السلمي وتجاوز العقبات الفكرية الناجمة عن الخلافات الشخصية أو الطائفية.
كما أشار إلى أن مثل هذه الندوات تُسهم في بناء مجتمع مثقف قادر على مواجهة التحديات الكبرى بروح التعاون والتكامل.
خاتمة
ختاماً، تأتي هذه الندوة كجزء من جهود مؤسسة مرفأ الكلمة للحوار والتأصيل الإسلامي لتعزيز ثقافة الحوار العلمي،
الذي يعمل على تقليل الفجوات بين مختلف التيارات الفكرية والدينية.
وفي هذا الصدد، يتجسد الدور الحيوي للحوار في بناء مجتمع يقدر العلم والتفاهم كقيم أساسية للتقدم والارتقاء.