Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
العناوينمقالات

السيرة الحسينية... بحث في مصادرها المعتمدة

تحت عنوان: “االصحيح من المصادر في السيرة الحسينية” أقام سماحة الشيخ محمد هادي اليوسفي الغروي ندوة تحدث فيها حول المصادر التاريخية المعتبرة لواقعة الطف فقال:

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وآله المعصومين.

 يجلس المؤمنون في مجالس أبي عبد الله الحسين عليه السلام ويستمعون إلى خطباء المنبر الحسيني.

وفي تلك المجالس تذكر الكثير من الروايات الضعيفة عن ما جرى من أحداث النهضة الحسينية،

ولذلك يوجد كثير من الأخبار التي لم تصح ولكن يتناولها أرباب المنابر تناول المسلمات.

وعندما نبحث عن مصادر كثير من الروايات التي يذكرها الخطباء على منابرهم لا نجد أثراً لها في الكتب المعتبرة والأسانيد الصحيحة.

وإن واقعة عظيمة كواقعة كربلاء، حتماً نقلتها مصادر موثوقة،

وذكرها كبار المحدثين والمؤرخين، وإن الأولى بأرباب المنابر أن يذكروا أحداث واقعة الطف من مصادرها المعتبرة.

من هو أول من كتب عن مقتل الحسين والسيرة الحسينية؟

من المقاتل التي نقلت أحداث النهضة الحسينية کتاب “نفس المهموم فی مصیبه سیدنا الحسین المظلوم” للشيخ عباس القمي رحمه الله.

وقد وقف الشيخ القمي في كتابه هذا على أخبار أول من نقل أحداث النهضة وهو أبي مخنف لوط بن يحيى الأزدي الذي وثقه الشيخ النجاشي.

وأبو مخنف كان قد عاصر وجالس من حضر في معركة كربلاء،

وقد نقل بعض أخبار الواقعة ممن كان حاضراً في وشاهد أحداثها بعينيه،

والبعض الآخر من أخباره نقلها عمن سمع أحداث الواقعة من الذين حضروا الواقعة.

وجميع كتب التاريخ التي تحدثت عن معركة كربلاء، نقلت أخبارها عن أبي مخنف،

ومن أولئك المؤرخين، أبن جرير الطبري الذي أورد ذكر واقعة الطف في كتابه المسمى “تاريخ الأمم والملوك”،

وأما الكتاب المطبوع لأبي مخنف المسمى تاريخ أبي مخنف فهو منسوب إليه زورا.

المصادر التي اعتمدها الشيخ المفيد في سيرة الإمام الحسين عليه السلام

الشيخ المفيد في كتابه الإرشاد نقل أخبار الإمام الحسين عليه السلام بنفس المصادر التي نقلها الطبري في تاريخه،

ونفس الشيخ المفيد يصرح أنه نقل أخباره عن واقعة كربلاء من هشام بن محمد الكلبي وأبو الحسن المدائني وغيرهما، وجميع من نقل عنهم تنتهي أخبارهم إلى المقتل الأصلي لأبي مخنف.

ولذا نلاحظ أن ما نقله الشيخ المفيد متقارب بشكل كبير مع ما نقله الطبري،

والسبب أن كلاهما نقلا عن تلميذ أبي مخنف هشام بن محمد الكلبي المؤرخ والنسابة المعروف.

كيف وصلتنا أحداث كربلاء والسيرة الحسينية؟

أبي مخنف والذي نقل أغلب المؤرخين عنه أخبار واقعة الطف، كان قد جمع في كتاب جميع ما سمعه ممن شهد الواقعة ونقلها أيضاً ممن شاهد واقعة الطف بعينه،

وكانت له مؤلفات كثيرة منها مقتل عثمان ومقتل الإمام علي عليه السلام، وأما الكتاب الذي نال الشهرة والتوفيق هو كتاب “مقتل الإمام الحسين عليه السلام”،

والذي يعد من أهم مصادر أخبار النهضة الحسينية المباركة.

هل كتاب وقعة الطف لأبي مخنف صحيح؟

يوجد شواهد صريحة وواضحة في عدم نسبة كتاب “مقتل الإمام الحسين لأبي مخنف” المطبوع الموجود في المكتبات إلى أبي مخنف،

وللتوضيح: في مقدمة الكتاب ينقل عن أبي مخنف أنه قال:

(حدثنا أبو المنذر هشام بن محمد عن السائب الكلبي)، وفي هذه العبارة ثلاث أخطاء:

أولها: أن هشام الكلبي هو تلميذ أبي مخنف، فكيف ينقل الأستاذ عن تلميذه، على الرغم هشام هو من نقل عن أبي مخنف.

والثاني، المفروض أن يقول: أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي، وليس عن السائب الكلبي،

فهذا جمع مع لا يعرف من هو أبو مخنف ومن هو هشام ومن هو السائب، ولذا خلط بعضهم ببعض.

والثالث يقول في أوائل الصفحات يقول عن لسان أبي مخنف: (في روضة الكافي)،

ولا يدري مزور الكتاب أن صاحب روضة الكافي الشيخ الكلني توفي في القرن الرابع الهجري سنة 329ه،

وأبي مخنف توفي في سنة 157ه.

ولدينا أيضاً مؤلفون معتبرون في تعريف الكتب والمؤلفين مثل: المرحوم النوري في خاتمة مستدرك الوسائل ،

وبعد ذلك المرحوم السيد عبدالحسين شرف الدين في كتيبه مؤلفي الشيعة في التاريخ،

وكلاهما وغيرهما من المحققيق والعلماء يشهدون بكذب هذه النسخة المنسوبة لأبي مخنف وعدم صحتها.

ويشهدون أيضاً أن الصحيح من أخبار أبي مخنف الأزدي هو ما نقله الطبري في تاريخه، وما ذكره الشيخ المفيد في الإرشاد.

الموثوق من كتب السيرة الحسينية

وقد كان الشيخ المفيد هو أول علماء الشيعة الذين جمعوا كتاب عن واقعة الطف، وهذا الكتاب بقي سالماً من التزوير والتحريف،

ثم بعد ذلك بأكثر من مئة عام جاء السيد ابن طاووس وكتب مقتل الإمام الحسين عليه السلام، أسماه:

بـ”الملهوف على قتلى الطفوف”.

ويذكر أنه في زمن الميرزا الشيرازي أرسل علماء الهند وباكستان رسالة إلى الميرزا -وكان هو المرجع الوحيد للشيعة آنذاك-

يشتكون فيها من الخطباء الموجودين في بلادهم إذ كانوا يذكرون على منابر الحسين عليه السلام ما هب ودب من الروايات المخته في سيرته ومقتله.

وأحال الميرزا الشرازي الأمر إلى كاتبه الشيخ حسين النوري

وبناء على ذلك ألف كتاب أسماه: “اللؤلؤ والمرجان في آداب أهل المنبر”.

وبعد ذلك، وفي نفس السياق، جاء تلميذه المحدث الكبير الشيخ عباس القمي وقام بتأليف كتاب سماه:

“نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم”.

وفي العصر الحالي ألف الشيخ محمد الريشهري موسوعة باللغة الفارسية أسماه “شهادت نامه امام حسين علیه السلام”

وقد لخصت هذا الموسوعة ضمن كتاب سمي ” الصحيح من مقتل سيد الشهداء وأصحابه”

وفي نفس زمن المحدث القمي، كان السيد عبد الرزاق الموسوي المقرم قد ألف عن مقتل الإمام الحسين عليه السلام،

وهذا الكتاب ألف اللغة العربية ولذلك ترجم لعدة لغات، وقد أسمى كتابه: “مقتل الحسين ع أو حديث كربلاء”

و في النهاية نقول: أن هذه الكتب التي سبق ذكرها، نقلت كل ما صح عن واقعة الطف، وعن أخبار نهضة الإمام الحسين عليه السلام قبل وبعد شهادته.

أنظر أيضاً

المذاهب و الاتجاهات في الثورة الحسينية

مقتل أبي مخنف الأزديّ الكوفيّ أشهر المقاتل الحسينيّة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى