الشيخ فضيل الجزائري
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمد الآمين وآله الطيبين الطاهرين. مقالتنا عنوانها النهضة الحسينية والقيم الإلهية
قبل البدء في أصل ولب الموضوع أشير إلى مقدمة مهمة جداً
من يتعامل مع النهضة الحسينية والمقصود من النهضة الحسينية هي رحلة آل محمد عليهم السلام من المدينة إلى مكة إلى العراق إلى الشام ثم من الشام إلى المدينة،
هذه هي النهضة الحسينية بكل تفاصيلها.
إن التعامل مع النهضة الحسينية يتم بطريقتين:
الأولى هي السائدة سواء قلنا في التراث أو حتى في الدراسات الحديثة،
وهذه الطريقة هي أن تأتي إلى النهضة الحسينية ونتعامل معها كحدث وقع في الزمان والمكان، ثم نأتي ونقسمها إلى مقاطع.
مثلاً عندما استدعى الوليد الإمام الحسين عليه السلام للبيعة سراً، فماذا حدث خلالها؟ هنا يأتي المحقق ويحلل هذه الواقعة ويركب على ضوء خلفيات عقدية
ثم يتعامل مع الواقع التاريخي من حيث السند وتوافق العقيدة وتوافق العقل، فيخرج بنتيجة، إلا أنه لم يخرج من حدث وقع في الزمان والمكان،
وهذه هي الدراسات القديمة والحديثة
إلا دراسة وحيدة رأيتها للشيخ تقي جعفري رحمة الله، له كتاب بعنوان الإمام الحسين عليه السلام شهيد الثقافة، وهو بكتابه هذا شذ عن المنهج القديم والحديث في تحليل الواقع التاريخي.
فأنت إذا أخذت كتاباً يتناول هذه النهضة المياركة ككتاب الشهيد مطهري، تجد أنه يأتي إلى مقاطع هذه النهضة ويأخذ واحد منها ويحللها ثم يصل إلى تنيجة.
كيفية تحليل النهضة الحسينية
الطريقة الثانية في قراءة النهضة الحسينية أن لانتعامل مع النهضة الحسينية كحدث زماني ومكاني،
بل تنعامل معها كحقيقة، فالحقيقة غير الحدث، لأن الحدث يخضع لمقولة الزمان والمكان ونأتي لندرس الحدث من حيث الزمان والمكان.
أما في هذه الطريقة، نأتي للحقيقة نفسها، فبالحقيقة العقل يخضع لقواعد وهذه القواعد خالدة سرمدية، ثم يكشف المباني التي تقوم عليها هئذه القواعد،
ثم يأتي إلى الواقعة كحادثة ثم يرى أن هذا الحدث الزماني والمكاني كيف سيجسد هذه القواعد؟
في إحدى الجامعات، قدمت أحدى الطالبات رسالة للدكتوراه بعنوان: ” الأنثروبولوجية في النهضة الحسينية” يعني دراسة الإنسان في النهضة الحسينية.
وخلال مناقشتها اعترض مدير جلسة المناقشة بأن العنوان لا يرتقي لمستوى رسالة الدكتوراه،
إلا أن أحد المناقشين قال بأن دراسة الإنسان في النهضة الحسينية ليست كحدث خارجي ولا الأنثروبولوجية الحديثة إنما الأنثروبولوجية الإلهية.
فالحدث في الأنثروبولوجية تكون على عدة مراحل: تأتي إلى حقائق، أي ماهية الحقيقة الإنسانية، ثانياً الأبعاد الوجودية لهذه الحقيقية الإنسانية،
ثالثاً مقتضيات هذه الحقيقة الإنسانية، أي لماذا خلقت وما هي غاياتها؟ ثم رابعاً من يلبي هذه المقتضيات ومن يغذي هذه الحقيقة الإنسانية في مجال تكاملها؟
وقال: إذا درسنا الإنسان في النهضة الحسينية بهذا المنظور بحيث نركز على الحقيقة وليس على الحدث نصل إلى المباني العلمية،
وعندها يمكن أن نصل إلى طرح النهضة الحسينية عليما، وهذا الطرح يقدم للحضارات الأخرى ولجامعات وفكر الآخر.
أما التعامل مع النهضة كحدث تاريخي فلا يمكنك طرحها للثقافات الأخرى،
فلا فرق بين الطرح التاريخي لها عندهم وبين مؤرخ يحلل ويطرح تاريخ حدث ما في مكان ما.
فقه النهضة الحسينية
الإمام الحسين عليه السلام عندما قرأ هذه الآية في يوم عاشوراء:
(وَلَا یَحۡسَبَنَّ الَّذِینَ كَفَرُوۤا أَنَّمَا نُمۡلِی لَهُمۡ خَیۡرࣱ لِّأَنفُسِهِمۡ إِنَّمَا نُمۡلِي لَهُمۡ لِیَزۡدَادُوۤا۟ إِثۡمࣰا وَلَهُمۡ عَذَابࣱ مُّهِینࣱ * مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ)
أراد عليه السلام هنا أن يتحدث عن حقيقة لا عن حدث، ويشير إلى قانون عنائي،
هذا القانون يمس المؤمن من جهة والكافر من جهة أخرى،
أما الكافر يمسه هذا القانون من جهة الاستدراج، المؤمن من جهة التمحيص.
وفي بحثنا هذا ” النهضة الحسينية والقيم الإلهية” ننهج نهج الحقيقة، أي لا تنعامل مع النهضة الحسينية كحدث زماني ومكاني،
بالبداية بحثت وعالجت القيم معرفياً وعلمياً، ثم بعد البحث العلمي جئت إلى النصوص التي قالها الإمام الحسين من المدينة إلى شهادته.
القيم الإلهية في قوص الصعود والنزول
الله تعالى نعتقد بوجوده، وبخالقيته ووحدانيته، وهذا الوجود القدسي إما لا متناهي في كماللاته وإما له نقص في الكملات،
والفرضية الثانية واضحة البطلان، فالإلهة لا يجوز النقص في حقه، فكل الكمالات موجودة في الذات الإلهية بدون أدنى نقص بها.
وما اتفى منه العيب والنقص يعبر عنه نفس القرآن بالقدوس، ومعنى أن الله مقدس: أي لا عيب في الذات الإلهية،
وكلما اقترب الفرد من الذات الإلهية تمسه هذه القداسة نسبياً، ولهذا الإمام المعصوم مقدس بدرجة عالة جداً،
وهو في عالم الإمكان بأعلى درجات القداسة،
والذات الإلهية بلحاظ أنه لا نقص فيها والكملات كلها فيها يعني هذا أن هذه الذات هي الخير المطلق،
فمن لا عيب في ذاته فلا يصدر منه الشر أبداً.
وهذا الخير بإمكاننا أن نسمية بالخير الآفاقي وهو ما خرج عن ذات الإنسان، وهذا الخير الآفاقي الذي يساوق الذات الإلهية
– أي أن الذات الإلهية خير آفاقي مطلق–
وشاءت الحكمة الإلهية في نظام التدبير أن تشارك الإنسان في هذا الخير الأفقي، فالإنسان يعيش هذا الخير الأفقي.
والمثال على ذلك: أنه في قوس الإيجاد والخلق هناك لا يوجد مشاركة لأي مخلوق في الخالقية، فالتوحيد ينفي المشاركة مطلقا،
فالملائكة في قوله تعالى: (فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا) هذا التدبير إعدادي أي أرضية فقط لظهور الخالقية الإلهية،
وإلا لا مشاركة أبداً في الخالقية مع الله.
أما في قوس التكامل قوس الرجوع إلى الله تعالى فالله كرم الإنسان بالمشاركة في قوس التكامل، فهو يشارك الله تعالى في صنع مقتضيات القيم، وليس في نفس القيم، فالقيم حكمة إلهية،
فالإنسان ليس بيده أن يجعل بر الوالدين قيمة أخلاقية، ولكن العيش في هذه المقتضيات الأخلاقية يتماهى الإنسان فيها ويجسدها واقعاً،
وهذه هي المشاركة في قوس الصعود أو الرجوع.
هل الالتزام بالقيم الإلهية تقييد لحرية الإنسان أم تكريم له؟
الله تعالى في تكريمة للإنسان عندما قال: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) فالتكريم حصل أولاً في قوس النزول أي الخالقية،
وثم في المشاركة في قوس الصعود والتكامل في تحقيق مقتضيات القيم، والإنسان في الأدبيات الفلسفية والعقائدية مختار، والتمسك بالقيم ملزمة ولا إجبار فيها، ولذا نجد من يلتزم بالقيم ونجد من يتمرد عليها.
هذا الخير الآفاقي إذا انتقل إلى الحقيقة الإنسانية تترقى وتعيش في جماليات هذه القيم حتى تتجسد في ذات الإنسان،
فالقيم لا معنى لها بدون الإنسان، والإنسان كذلك ينتفي في قوس التكامل بدون القيم،
فالإنسان لا يعيش مقتضى إنسانيته بدون القيم، وبدون هذه القيم يعيش الحيوانية،
وكذلك القيم بدون الإنسان مصطلح لا معنى خارجي له.
والتقريب القرآني لهذه المسألة هو قوله تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا)
فالحقيقة الإنسانية في بنيتها تحتاج إلى القيم، والقيم هو الدين أي العقيدة والأخلاق والشريعة،
والدين لا معنى له بدون الإنسان والإنسان لا معنى له بدون الدين.
ما هي غايات القيم الإلهية؟
القيم إذا انتقلت إلى الحقيقة الإنسانية تسمى الخير الأنفسي نسبة إلى الإنسان، وغاية هذه القيم الوصول إلى الخير المطلق،
أي التماهي في الأخلاق الإلهية، والإنسان حتى يتماهى في نظم القيم يأتي عنده إليه أمر آخر ووهو الإلزامات:
وهي الأوامر الإلهية أفعل ولا تفعل، كمثل الصدق والكذب، الأمانة والخيانة، وغير ذلك…
فإحداهما يأتي قبلها أمر إفعل والأخرى تأتي على صيغة لا تفعل.
والإنسان بطبيعته يتناسب مع تلك القيم، (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا)
أي أيها الإنسان حقيقتك تتناغم مع الدين في المقاربة الدينية وتتناغم مع الأخلاق في القيم الأخلاقية،
فأنت إن ابتعدت عن هذه القيم إنسانيتك تختفي، ولذا الإنسان بطبيعته الإنسانية يبصر في ضميره هذه الإلزامات الأخلاقية.
ولكن الإنسان باعتباره مدني بالطبع ويعيش الاجتماع والمجتمع فيه الطائفية والحزبية والعشائرية وفيه ديانات منحرفة وسياسات أيضا منحرفة، وهذه الأمور تلوث الحقيقة الإنسانية،
والحقيقة الإنسانية إن تلوثت منعت الإنسان مع إبصار تلك الإلزامات كما هي، فكلما تنور الإنسان باطنه وتتطهر من الملوثات والمدلهمات كلما أبصر هذه الإلزامات.
لماذا لا يجبر الله الإنسان على فعل الخير؟
الكرامة الإنسانية في قوله تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) يأتي امتحانها هنا، فالإنسان الذي يدرك الإلزامات الدينية والأخلاقية،
عندما يختبر بأحد تلك الالزامات له الاختيار وحرية الترجيح في الفعل، هل يفعل تلك الالزامات أم يتركها؟!
وهل يلتزم بترك تلك النواهي أم يقدم عليها؟
والترجيح بين الخير والشر هو ما يحدد للإنسان مدى إنسانيته.
فالإنسان أمام القيم الأخلاقية والإلزامات بشكل عام، بلحاظ وجود العقل يدرك هذا الإلزام، وهنا يأتي دور الإختيار ليقول أرجح فعل الخير على فعل الشر، أو قد يرجح العكس،
فإن رجح الإنسان الخير على الشر نجح في امتحان الكرامة الإنسانية، وإن رجح الشر على الخير فقد إنسانيته، ولهذا جعل الله الإنسان في طبيعته مختاراً،
فلو انتزع الاختيار من الإنسان فلا معنى للقيم.
فلو اجبرنا الله تعالى على القيم فلا نكون فاعلين بل محل الفعل كأي آله نراها لا تملك عقل ولا قدرة، فحتى تصبح القيمة لها قيمة بين المجتمع، لا بد أن يكون الإنسان مختارا، فلو اجبر كل الناس على الإمانة ما كان للأمانة أي قيمة أخلاقية، ولا كان للإنسان الأمين أي احترام في المجتمع.
فحتى تبقى القيم قيماً لا بد من الاختيار، يعني الإنسان باختياره يرجح أداء الأمانة، ومجرد أن يرجح أداء الأمانة تتحرك قوى الاختيار والارادة نحو الفعل وتحرك القوة العاملة لتعين الإنسان على فعل الخير، فبمجرد أن يترشح الفعل من الإنسان بإختياره صار هذا الخير الآفاقي خيراً أنفسي، أي في نفس الإنسان، وبحسن الاختيار يشتد هذا الخير في وجوده ويتكامل بهذا الخير ويعيش به النشوة الإلهية.
ثمرة الالتزام بالقيم الإلهية
وإن الإنسان إذا رجح خيراً على غيره، كأداء الأمانة أو بر الوالدين، قد لا يرجحه لأجل النشوة الإلهية والثواب الأخروي، فإن سألت أحد ما: هل فعلت هذا الخير لأجل الثواب؟ قد يقول لا بل عملت هذه الفعل لأنه خير، أو قد تسأل أحد هل تصلي لأجل دخول الجنة؟ يقول: نعم لأجل الجنة، فهذا يتاجر مع الله.
وقد تسأل آخر نفس السؤال فيجيب: لا بل اصلي للعبودية لله والتمس رضا الله تعالى ولأن الصلاة هي خير، فهذا الثاني عندما فعل الخير أو صلى دون أن يكون دافعه الحصول على النشوة الإلهية ووعلى الثواب، فهل فهل سيحرم منهما؟
والجواب هو: لا، فهو حتماً قد حصل على السعادة والثواب وبنفس الوقت صعد في قوس الكمال لأنه أحب الله لأجل الله وفعل الخير لأنه خير.
ما هي خصائص القيم الإلهية؟
هذه الإلزامات أو القيم الإلهية لها خصوصية: أنها مطلقة ليست مقيدة، فبر الوالدين إلزام لكل البشر بكافة أعراقهم وقومياتهم، وبفقيرهم وغنيهم، والخصوصية الثانية أنها سرمدية، لا تخضع للزمان والمكان والتغير والتحول.
والخصوصية الأخرى: أنها تتسم بالمعقولية أي أن العقل البشري يتعقلها، ولذا في الأصول قاعدة عقلية تقول: بقبح العقاب بلا بيان، فالإنسان يتعقل هذا الحكم الشرعي ثم يلتزم به أو لايلتزم، والله تعالى لا يلزمك إلا بما هو قابل للالزام فلا يكلفك الله بما هو يستحيل أو يصعب الالزام به.
ولك أن تطبق كل القيم الأخلاقية على على هذه الخصوصيات، فبر الوالدين مثلا: أمر مطلق يشمل كل البشر، وهو أيضاً سرمدي واجب في كل زمان ومكان، ولا يرتفع ولا يتغير حكمة في بلد ما أو زمن ما، فمادام هذا الإنسان إنساناً يبقى بر الوالدين واجب، وهو أيضاً أمر يتعقله كل إنسان ويعرف معناه ومقتضياته، وكذلك هو أمر مقدور على كل البشر.
القيم الإلهية وفلسفة النهضة الحسينية
إن هذه القيم لا تحدد بزمان أو مكان، أو عند شعب ما دون شعب آخر، فأي أحد من الناس إن سألته عن الكذب يقول أنه قبيح، وإن سألته عن الصدق يقون أنه جيد أو حسن، وهذه القيم لا تكون فقط في دائرة الفرد، بل تشمل دائرة المجتمع ككل.
المجتمع الذي هو مجموعة من الأفراد تحكمه القوانين التي تحدد لكل فرد الحقوق والتكاليف، ومن يضع هذه القوانين هو السلطة،
والقيم والإلزامات الإلهية التي وضحناها، هل تتناغم مع السلطة الإلهية أم مع السلطة الفاسدة؟
الجواب هي حتماً هي تتناغم مع السلطة الإلهية، ولذلك الإمام الحسين عليه السلام يقول: أننا أهل البيت أولى بهذا الأمر.
فالإمام الحسين الذي يمثل الإمامة والولاية وحاكمية الله الشرعية هو الذي يحقق مقتضيات ذلك النظم القيمي في الإنسان،
فالإنسان الذي يعيش في أنظمة لا تمت بصلى إلى هذه القيم يتخبط ويجد القراعيل والموانع في طريق الهداية والسعادة والخير الأنفسي.
وهذه القيم لا تؤتي أكلها إلا إذا كان لها إمام يسانخها ويجسدها ونراها في وجوده القدسي،
فالإمام الحسين عليه السلام عندما قال مثلي لا يبايع مثله، كان قصده أن من يتحرك في دائرة هذه القيم الإلهية لا يكون في دائرة حكومة يزيد ومن يماثل يزيد،
وإلا لو كان الأمر شخصي بالنسبة للإمام لقال: أنا لا أبايع يزيد.
منطق فهم النهضة الحسينية
إن الوليد عندما دعى الإمام الحسين عليه السلام لمبايعة يزيد دعاه ليلاً وسراً، فقال له الإمام:
تصبح ويصبحون ثم تأتي البيعة، فالإمام هنا يعلمنا قيمة الحقيقة والوضوح،
فإن التحرك بالخفاء ينجر في نهاية الأمر إلى الإرهاب والقتل،
كما هو حال الحركات السرية سواء في بلاد الإسلام أو الغرب.
وإن النهضة الحسينية رغم انها لم تحقق هذه القيم كحدث (زماني ومكاني) فبقيت الدولة الأموية بعد النهضة بعشرات السنين، وجائت بعدها الدولة العباسية التي هي أسوء مما سبقها.
ولكن حققت النهضة شيئاً سماه الإمام الحسين بـ (الفتح) وهو القيم الإلهية سيما قيمة الحقيقة،
وهي دين النبي صلى الله عليه وآله الذي أعاده ناصعاً كما نزل على النبيصلى الله عليه وآله،
وجعل من قيم الإسلام مرسخة في الأمة بعيدة عن التحريف الذي سعى له بنو أمية لأجل محو القيم الإلهية.
وهنا وضع الإمام الحسين عليه السلام الأمة أمام مفترق طريق، وأضاء بدمه هذا الطريق ليزداد وضوحاً،
بحيث أصبح الإنسان مختاراً بين القيم الإلهية التي رسخاه الإمام الحسين عليه السلام، والقيم الشيطانية التي رسخها يزيد.
وهذا من أعظم أهداف نهضة الإمام الحسين عليه السلام، ومع تحقيق هذا الهدف أثمرت النهضة الحسينية وتجسدت القيم الإلهية فيها.
