الهوية الإسلامية في بلاد الغرب
سؤال: هل تعرفونا بحضرتكم وكيف كانت حياتكم في المغترب؟
جواب سماحة الشيخ سهيل الأسعد: بداية كان عندي مشكلة في الهوية الإسلامية، فأنا من الأرجنتين ولكن تعود أصولنا إلى جنوب لبنان، والدي هاجر إلى الأرجنتين قبل ثمانون عاماً،
ولكن والد أمي هاجر إليها قبل مئة وخمسين عاماً، وذلك خلال الحقبة العثمانية،
حيث هاجر الكثير من المسيحيين والمسلمين الشيعة من لبنان في ذلك الوقت بسبب الضغوط التي مارستها السلطة العثمانية عليهم.
والجالية هناك تواجه مشكلة في الهوية الإسلامية،
فقد انمحت هويتهم مع الجيل الثالث للمهاجرين منذ ذلك الوقت، والكثير منهم إما أصبحوا مسيحيين وإما مسلمين فقط بالهوية،
وأنا أيضاً نشأت في جو ضياع الهوية، فوالداي من أصول لبنانية ومسلمين شيعة،
وأنا أرجنتيني ودرست في مدارسهم وأتكلم بلغتهم الاسبانية.
وبعد إتمامي العشرون عاماً من عمري أصبح لدي شوق للعودة إلى الأصل،
فعشت صراع بين هويتي العربية الإسلامية وبين كوني الآن أرجنتيني وبعيد عن الأجواء الإسلامية،
بل حتى لم أكن أتكم اللغة العربية أصلاً،
وفعلاً كان القرار أن أعود إلى لبنان وعندها بدأت باسترجاع هويتي الثقافية والدينية.
سؤال: كيف بدأت رحلتكم في العلم والعمل؟
جواب سماحة الشيخ سهيل الأسعد: بعد عودتي إلى لبنان وخلال حضوري الدروس الدينية وخطب الجمعة ومراسم عاشوراء،
لأحظت عدة فروق بين رجل الدين المسيحي في الأرجنتين ورجل الدين المسلم الشيعي في لبنان ومنها:
في الارجنتين دور رجل الدين محصور في الكنيسة، ولا يدخل في الأمور السياسية، لا يحمل هم الأمة،
وليس له أي دور إصلاحي في المجتمع، وليس لديه حتى أي مشروع هداية للناس،
فكان باختصار منزوي على نفسه في المجتمع.
أما في لبنان أكتشفت فيه رجل دين مختلف، يتسم بالشجاعة والمسؤولية تجاه الناس وفعال على مستوى الإصلاح في المجتمع،
رجل دين مفكر باستقلال، ويشعر بآلام الناس ويسعى لعلاجها.
فكنت أرى رجل الدين هناك سواء المسيحي أو حتى رجل الدين المسلم هناك يأتي الأول إلى القداس في يوم الأحد والثاني يخطب في يوم الجمعة ويذهب،
أما في لبنان كان الأمر مختلف فرجل الدين هناك يلقي خطبته أو كلمته فتتحول كلمته إلى مشروع شهادة وجهاد وثقافية مجتمعية، فرجل الدين المسلم الشيعي هو عالم مفكر مجاهد فيلسوف مع الناس وخلوق.
أنظر أيضاً:
التوصيات المهمة في شهر رمضان المبارك
وسائل الدعوة في الغرب. ما هي أساليب الدعوة إلى الله؟ عوامل نجاح المبلغ. سر نجاح الدعاة والمبلغين.