Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
العناوينمقالات

تمهيد الإمام العسكري ع لولادة الإمام المهدي عج

مقدمة

الإمام العسكري عليه السلام كان له أدوار متعددة خلال فترة إمامته المباركة. ومن أبرز هذه الأدوار تهيئة شيعة أهل البيت عليهم السلام للدخول في عصر الغيبة الكبرى. وذلك من خلال تحضيرهم لفقدان الإمام المعصوم الذي كان يعتبر مرجعًا لهم في حل مشاكلهم الاجتماعية والدينية والسياسية.

التمهيد لولادة الإمام المهدي عجل الله فرجه

من أهم الأدوار التي قام بها الإمام الحسن العسكري عليه السلام هو التمهيد لولادة الإمام الحجة المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف. والذي تنتظره البشرية منذ زمن النبي آدم عليه السلام وحتى زمان ظهوره المبارك. هذه الولادة كانت محط الأنظار عند الموالي والمعادي. ومن بينهم السلطة العباسية، التي كانت على علم بأن الإمام المهدي هو الذي سيقضي على سلطات الظلم والجور. وأن الموعود هو الذي سيملأ الأرض قسطًا وعدلًا بعدما ملئت ظلمًا وجورًا.

تهديد السلطة العباسية للإمام الحسن العسكري

كانت السلطة العباسية في حالة ترقب شديد لولادة الإمام الثاني عشر. حيث كانت تخشى أن يقضي على حكمهم ويعيد الحق إلى أهل البيت عليهم السلام. وقد سعت هذه السلطة لقتل الإمام المهدي فور ولادته، كما كان يفعل فرعون مع بني اسرائيل ليمنع ولادة النبي موسى عليه السلام

حيث كان يقتل كل مولود يولد لبني إسرائيل خوفًا من النبوءة التي أخبرته بأن رجلا من بني إسرائيل سيقضي على حكمه.

دور الإمام العسكري في التهئية لولادة الإمام المهدي

قام الإمام الحسن العسكري عليه السلام بتهيئة الظروف المناسبة لولادة الإمام المهدي الموعود. وقد أخبر خواص شيعته وأهل بيته عن ولادته المباركة وإخبارهم بأنه الإمام من بعده.

كانت هذه الخطوات جزءًا من خطة إلهية لحماية الإمام المهدي من تهديدات السلطة العباسية وضمان استمرارية الإمامة.

إثبات إمامة الإمام الحسن العسكري عليه السلام

إحدى الروايات التي تدل على إمامة الإمام الحسن العسكري عليه السلام تتحدث عن تسلمه لمهام الإمامة بعد وفاة والده الإمام الهادي عليه السلام.

يقول أبو هاشم الجعفري:

عن أبي هاشم الجعفري قال: لما مضى أبو الحسن الهادي عليه السلام  صاحب العسكر، اشتغل أبو محمّد ابنه بغسله وشأنه ، وأسرع بعض الخدم إلى أشياء احتملوها من ثياب ودراهم وغيرها. فلمّا فرغ أبو محمّد ( عليه السلام ) من شأنه، صار إلى مجلسه فجلس ، ثمّ دعا أولئك الخدم ، فقال لهم :

(إن صدّقتموني عمّا أحدثكم فيه ، فأنتم آمنون من عقوبتي. وإن أصررتم على الجحود دللت على كل ما أخذه كل واحد منكم ، وعاقبتكم عند ذلك بما تستحقونه منّي).

ثمّ قال: (أنت يا فلان، أخذت كذا وكذا، أكذلك هو ؟) قال: نعم يا ابن رسول الله، قال: (فردّه).

ثمّ قال: (وأنت يا فلانة أخذت كذا وكذا، أكذلك هو؟) قالت: نعم، قال: (فردّيه)

فذكر لكل واحد منهم ما أخذه وصار إليه حتّى ردّوا جميع ما أخذوه.

في هذه الرواية، يُظهر الإمام الحسن العسكري عليه السلام قدراته الغيبية ومعرفته بما قام به كل خادم. وقد أمرهم بإعادة ما أخذوه دون أن يعاقبهم، مما أثبت لهم إمامته.

بشارة الإمام العسكري بولادة ابنه الموعود

وفي ما أخبر الإمام العسكري ولادة الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف وبشارته بتلك الولادة المباركة:

ما رود عن سعد بن عبد الله، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال:

كنت محبوسا مع أبي محمد عليه السلام في حبس المهتدي بن الواثق. فقال لي: يا أبا هاشم إن هذا الطاغي أراد أن يعبث بأمر الله في هذه الليلة وقد بتر الله تعالى عمره.

وقد جعله الله للقائم من بعده ولم يكن لي ولد، وسأرزق ولدا.

قال أبو هاشم: فلما أصبحنا [وطلعت الشمس] شغب الأتراك على المهتدي فقتلوه، وولي المعتمد مكانه وسلمنا الله.

ومفاد الرواية أن المهتدي العباسي أراد قتل الإمام العسكري عليه السلام لأجل قطع نسله قبل أن يولد له الإمام الثاني عشر المهدي المنتطر عجل الله فرجه.

الولادة المباركة للإمام المهدي

فيما يخص ولادة الإمام المهدي، هناك عدة روايات تشير إلى كيفية تمهيد الإمام الحسن العسكري عليه السلام لهذه الولادة.

رواية عن السيدة حكيمة بنت الإمام الجواد عليه السلام

السيدة حكيمة بنت الإمام الجواد عليه السلام تروي أنها كانت حاضرة ليلة ولادة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف. وتقول:

عن حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن – علي بن أبي طالب عليهم السلام. قالت: بعث إلي أبو محمد الحسن بن علي عليهما السلام. فقال: يا عمة اجعلي إفطارك [هذه] الليلة عندنا فإنها ليلة النصف من شعبان. فإن الله تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة وهو حجته في أرضه، قالت: فقلت له: ومن أمه؟ قال لي: نرجس، قلت له: جعلني الله فداك ما بها أثر، فقال: هو ما أقول لك. قالت: فجئت، فلما سلمت وجلست جاءت تنزع خفي وقالت لي: يا سيدتي [وسيدة أهلي] كيف أمسيت؟ فقلت: بل أنت سيدتي وسيدة أهلي، قالت: فأنكرت قولي وقالت: ما هذا يا عمة؟

قالت: فقلت لها: يا بنية إن الله تعالى سيهب لك في ليلتك هذه غلاماً سيداً في الدنيا والآخرة. قالت: فخجلت واستحيت.

فلما أن فرغت من صلاة العشاء الآخرة أفطرت وأخذت مضجعي فرقدت. فلما أن كان في جوف الليل قمت إلى الصلاة ففرغت من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادث ثم جلست معقبة. ثم اضطجعت ثم انتبهت فزعة وهي راقدة، ثم قامت فصلت ونامت

قالت السيدة حكيمة: وخرجت أتفقد الفجر فإذا أنا بالفجر الأول كذنب السرحان وهي نائمة فدخلني الشكوك. فصاح بي أبو محمد عليه السلام من المجلس. فقال: لا تعجلي يا عمة فهاك الأمر قد قرب. قالت: فجلست وقرأت ألم السجدة ويس. فبينما أنا كذلك إذ انتبهت فزعة فوثبت إليها فقلت: اسم الله عليك، ثم قلت لها: أتحسين شيئا؟

قالت: نعم يا عمة، فقلت لها: اجمعي نفسك واجمعي قلبك فهو ما قلت لك، قالت:

فأخذتني فترة وأخذتها فترة فانتبهت بحس سيدي فكشفت الثوب عنه. فإذا أنا به عليه السلام ساجداً يتلقى الأرض بمساجده فضممته إلي فإذا أنا به نظيف متنظف. فصاح بي أبو محمد عليه السلام: هلمي إلي ابني يا عمة. فجئت به إليه فوضع يديه تحت أليتيه وظهره ووضع قدميه على صدره ثم أدلى لسانه في فيه وأمر يده على عينيه وسمعه ومفاصله.

ثم قال: تكلم يا بني فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله. ثم صلى على أمير المؤمنين وعلى الأئمة عليهم السلام إلى أن وقف على أبيه، ثم أحجم.

ثم قال أبو محمد عليه السلام: يا عمة اذهبي به إلى أمه ليسلم عليها وائتني به. فذهبت به فسلم عليها ورددته فوضعته في المجلس ثم قال: يا عمة إذا كان يوم السابع فأتينا. قالت حكيمة: فلما أصبحت جئت لأسلم على أبي محمد عليه السلام وكشفت الستر لا تفقد سيدي عليه السلام فلم أره. فقلت: جعلت فداك ما فعل سيدي؟ فقال: يا عمة استودعناه الذي استودعته أم موسى موسى عليه السلام.

قالت السيدة حكيمة: فلما كان في اليوم السابع جئت فسلمت وجلست فقال: هلمي إلي ابني. فجئت بسيدي عليه السلام وهو في الخرقة ففعل به كفعلته الأولى. ثم أدلى لسانه في فيه كأنه يغذيه لبنا أو عسلا، ثم قال: تكلم يا بني. فقال: أشهد أن لا إلا إله الله وثنى بالصلاة على محمد وعلى أمير المؤمنين وعلى الأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين حتى وقف على أبيه عليه السلام.

ثم تلا هذه الآية: ” بسم الله الرحمن الرحيم (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ).

تصف السيدة حكيمة كيف جاءها الإمام الحسن العسكري يخبرها بأن ولادة الإمام المهدي ستحدث في تلك الليلة، وكيف أن الله سبحانه وتعالى هيأ كل الظروف لولادة هذا الإمام الذي سيملأ الأرض قسطًا وعدلًا.

الخلاصة

كان للإمام الحسن العسكري عليه السلام دور محوري في تهيئة الأمة لغياب الإمام المعصوم ودخولهم في عصر الغيبة. كما أنه عمل على تأمين ولادة الإمام المهدي عجل الله فرجه، رغم التهديدات المستمرة من قبل السلطة العباسية التي كانت تسعى لمنعه من أداء دوره في قيادة الأمة.

أنظر أيضاً:

ولادة الإمام المهدي (عج)

الإمام العسكري (عليه السلام) والتمهيد لغيبة صاحب الأمر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى