Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
العناوينمقالات

سيد المقاومة.. دروس النصر والشهادة

تمر علينا هذه الأيام ونحن نعيش أجواء شهادة سيد المقاومة، ومرور عام على بداية عملية طوفان الأقصى، هذه المعركة التي أبى سيد المقاومة إلا أن يكون متحيزاً لها،

هذا التحيز دفع العدو الصهيوني إلى التخطيط لاغتياله، حتى لقي ربه شهيدًا سعيدًا.

ومن جهة أخرى أظهرت هذه المعركة أن تحصينات العدو الصهيوني واهية تمامًا كما عبر عنها سيد المقاومة، مشبهاً إياها بـ”بيت العنكبوت”.

معركتان في سبيل الحق: التأويل والتنزيل

في بداية الحديث عن المعركة، لا بد من توضيح أن حاملي القرآن الحقيقيين يواجهون منذ عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعده أمير المؤمنين عليه السلام وحتى اليوم معركتين أساسيتين:

معركة التأويل ومعركة التنزيل.

الفرق بين معركة التأويل والتنزيل

  • معركة التنزيل تكون ضد عدو واضح في كفره وعدائه للقرآن وأهله.
  • أما معركة التأويل، فهي فتنة بمعنى الكلمة، والسبب هو عدم وضوح راية الحق أمام الباطل.

أمير المؤمنين عليه السلام قال عن الفتن:

“إن الفتن إذا أقبلت شبهت، وإذا أدبرت نبهت، يشبهن مقبلات ويعرفن مدبرات.” وهذا ما يفسر صعوبة معركة التأويل.

غموض راية الحق في زمن الفتن

سيد المقاومة كان يقول للعراقيين الذين كانوا في معركة مع الطاغية صدام حسين:

أن معركتكم أصعب من معركتنا وصراعكم أصعب من صراعنا،

لأنكم تقودون معركة التنزيل مع ظالم جائر أظهر نفسه للأمة أنه قائد معركة القادسية في العصر الحالي، ويريد إعادة أمجاد العرب والمسلمين.

والعدو في معركة التأويل عدو غير واضح،

لأنه يدعي الإسلام ويقرأ القرآن وربما يكون حافظاً للقرآن، ولذا وجدنا في جيش أمير المؤمنين عليه السلام من اعترض على حروبه مع مناوئيه.

فعن ابن نباتة قال: كنت واقفا مع أمير المؤمنين عليه السلام يوم الجمل، فجاء رجل حتى وقف بين يديه فقال: يا أمير المؤمنين! كبر القوم وكبرنا، وهلل القوم وهللنا، وصلى القوم وصلينا، فعلام نقاتلهم؟!

فقال عليه السلام: على هذه الآية:

[تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منها من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم]

فنحن الذين من بعدهم [من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد]

فنحن الذين آمنا وهم الذين كفروا، فقال الرجل: كفر القوم ورب الكعبة، ثم حمل فقاتل حتى قتل رحمه الله

سبب دخول سيد المقاومة بالحرب ضد الدواعش

سيد المقاومة وحزبه المبارك، يدخلون في معارك ضد الدواعش، وقد خاضها السيد مكرهاً، لأن هذه المعركة كانت غامضة،

حيث بدا ظاهرها وكأنه شعب يثور ضد الظلم، لكن واقعها كان مؤامرة للقضاء على المقاومة.

والآن بعد شهادة سيد المقاومة قال البعض:

أن السيد لو لم يدخل في الحرب ضد الدواعش لحزن عليه جميع المسلمين، ولكان الآن هو بطل الأمة العربية…

ولذا رأينا اليوم بعض أشباه المسلمين فرحوا عندما استشهد سيد المقاومة رغم أن من قتله هو (أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ).

معارك التأويل بين الماضي والحاضر

المعركة ضد داعش تعتبر من معارك التأويل، فهي ليست واضحة كغيرها من المعارك.

في معارك التأويل، قد يتم تصوير صاحب الحق كأنه مجرم، تماماً كما حصل مع أمير المؤمنين عليه السلام في معاركه ضد الناكثين والقاسطين والمارقين.

وهنا يستحضرنا حديث النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قال لأمير المؤمنين عليه السلام:

“يا علي، أنت تقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل.”

المؤامرة ضد المقاومة الإسلامية

أحد أبرز أسباب التضليل في معارك التأويل هو ما قام به بعض شيوخ الفتنة حين أكدوا أن “الرافضة أشد كفراً من اليهود والنصارى”،

مما سمح لهم بالوقوف مع الصهاينة ضد المقاومة الإسلامية. في حين أن القرآن الكريم يقول بوضوح: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ).

توضيح العدو الحقيقي

رغم التضليل الإعلامي المستمر، إلا أن الأغلب من المسلمين اليوم أدركوا من هو عدوهم الحقيقي،

وأن من يقف في وجه هذا العدو هم أتباع أهل البيت عليهم السلام.

هذه الحقيقة بدأت تتضح أكثر في ظل الخسائر الكبيرة والجراحات العميقة التي أصابت الأمة الإسلامية، لكن الأمل بالنصر لا يزال قوياً.

نرى اليوم تجسيدًا واضحًا للآية الكريمة:

(وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ).

ورغم أن العدو قتل ودمر، إلا أن المقاومين ألحقوا به خسائر فادحة. أصحاب الأرض قد فروا مؤقتًا، ولكنهم سيعودون. أما الغاصبون، فقد هربوا ولن يعودوا أبدًا. النصر قادم بإذن الله.

ماذا نتعلم من شهادة سيد المقاومة؟

في ظل ذكرى عملية طوفان الأقصى واستشهاد سيد المقاومة، يتجلى أمامنا الصراع الدائم بين الحق والباطل. هذه المعركة ليست مجرد مواجهة عسكرية، بل هي معركة فكرية وعقائدية مستمرة منذ صدر الإسلام.

لقد أثبتت الأحداث أن تحصينات العدو واهنة كما بيت العنكبوت، وأنه مهما اشتدت التحديات واشتعلت الفتن، فإن المقاومة الإسلامية ستبقى صامدة بفضل الإيمان والتضحيات.

إن معارك التأويل التي نواجهها اليوم تعكس الفتن التي أشار إليها أمير المؤمنين عليه السلام، ولكن مع وضوح الحق ووقوف الأمة على دراية بأعدائها الحقيقيين، فإن النصر حتمي بإذن الله. وكما قال الله تعالى: (إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ).

إننا اليوم على أبواب نصر كبير، وستعود الأرض لأصحابها، وسيندحر الغاصبون، لأن الحق دائمًا ينتصر مهما طال الزمن.

أنظر أيضاً:

السيد حسن نصر الله … شهيداً سعيداً

جهاد أمير المؤمنين علي عليه السلام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى