ندوة: الأزمة السودانية بين أيادي الداخل والخارج
نظّم مرفأ الكلمة للحوار والتأصيل الإسلامي ندوة فكرية بعنوان:
“الأزمة السودانية بين أيادي الداخل والخارج”،
قدّمها الدكتور السيد محمد الزاكي بحضور نخبة من الباحثين والمهتمين بالشأن السوداني. وقد جاءت الندوة لتضع الأزمة في سياقها التاريخي والسياسي، ولتوضح مساراتها بعيدًا عن التوظيف الإعلامي والانقسام الحاد حول أطرافها.
المحاور الرئيسة للندوة
1. عرض حقائق الأزمة بعيدًا عن الضبابية الإعلامية وتزييف السرديات
في بداية الندوة، قدّم الدكتور الزاكي عرضًا شاملًا يشرح فيه تنوع السودان العرقي والديني، مؤكدًا أن البلاد تجمع بين قبائل عربية وأفريقية، ومعظم سكانها من المسلمين الناطقين بالعربية. وبعد ذلك، انتقل إلى جذور الأزمة، موضحًا أن الإنجليز هم أول من رسّخ تقسيم السودان بين الشمال والجنوب، إذ نقلوا أغلب المسلمين إلى الشمال، الأمر الذي فتح الباب لاحقًا لصراعات ممتدة.
2. لماذا يغيب الموقف العالمي أمام مشاهد القتل والتهجير؟
ثم تناول الدكتور الزاكي الموقف الدولي، حيث أشار إلى أن العالم يراقب المشاهد المؤلمة من دون اتخاذ خطوات جادة. ولأن الأطراف الخارجية تتعامل مع السودان من زاوية مصالحها، يبقى الشعب السوداني وحده في قلب المعاناة. وأضاف أن النظام السابق أسس قوات الجنجاويد، التي توسّعت لاحقًا تحت مسمى “قوات الدعم السريع”، والتي تفتقر – بحسب كلام الدكتور الزاكي – إلى الانضباط العسكري والأخلاقي، وتعتمد فقط على المصلحة من دون عقيدة قتالية واضحة.
3. كيف يتحول التعاطف إلى خطوات عملية تعيد الاعتبار للقضية السودانية؟
لاحقًا، انتقل المحاضر إلى محور الحلول، موضحًا أن التعاطف وحده لا ينقذ شعبًا يواجه القتل والتهجير والانهيار الاقتصادي. ولذلك دعا إلى اصطفاف العالم مع الشعب السوداني بدلًا من دعم الجيش أو قوات الجنجاويد، لأن الطرفين– كما أوضح– يملكان علاقات مباشرة أو غير مباشرة مع الكيان الصهيوني. وأشار إلى أن الطريق نحو حل الأزمة يبدأ بتعزيز الوعي العالمي، وبناء ضغط سياسي وحقوقي مستمر، إضافة إلى دعم المبادرات التي تحمي المدنيين وتوقف الانتهاكات.
أبرز المضامين التي تناولتها الندوة
- السودان بلد متعدد الأعراق والديانات، لكنه يجتمع على هوية إسلامية عربية واسعة.
- الاستعمار البريطاني وضع الأسس الأولى لانقسام السودان الحديث.
- النظام السابق أسس الجنجاويد، ومنها خرجت قوات الدعم السريع التي أحدثت فوضى واسعة.
- الجيش والدعم السريع يتحملان مسؤولية كبيرة عن مآسي الشعب السوداني.
- الموقف الدولي ما يزال ضعيفًا بسبب المصالح السياسية لا الاعتبارات الإنسانية.
- الحل يبدأ من دعم الشعب وليس من منح الشرعية لأي طرف مسلح.
الخاتمة
وفي ختام الندوة، شدد الدكتور الزاكي على أن الأزمة السودانية ليست حدثًا عابرًا، بل نتيجة تفاعل طويل بين عوامل داخلية وتدخلات خارجية. ولذلك، رأى أن مسؤولية العالم اليوم تكمن في الوقوف إلى جانب الشعب السوداني، والعمل على إيقاف الحرب، وتوفير بيئة تُعيد بناء الدولة بعيدًا عن الاستقطاب والتبعية. كما دعا إلى تحويل التعاطف إلى مبادرات عملية تعيد لهذا الشعب حقه في الأمن والاستقرار.



