ندوة حول “كتاب المراجعات” – بين السيد شرف الدين وشيخ الأزهر
ندوة حول “كتاب المراجعات”
بمناسبة عيد الله الأكبر، عيد الغدير الأغر، الذي يمثل تتويج الرسالة بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)،
نظم مرفأ الكلمة للحوار والتأصيل الإسلامي ندوة علمية مميزة حملت عنوان:
“بين السيد شرف الدين وشيخ الأزهر – قراءة في المنهج والنتائج والدروس المستفادة”.
وقد استضاف المرفأ في هذه المناسبة المباركة سماحة الشيخ محمد المصري العاملي، الأستاذ في الحوزة العلمية في قم المقدسة، والمتخصص في علم الكلام والعلوم الإسلامية.
افتتاح الندوة:
في مستهل كلمته، قدم الشيخ المصري لمحة موجزة عن حياة العلامة السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي،
متوقفًا عند ولادته ونشأته العلمية، ومن ثمّ رحلته الفكرية التي قادته إلى مصر.
وهناك، نشأت علاقته المميزة مع فضيلة شيخ الأزهر حينها، الشيخ سليم البشري،
والتي أثمرت عن سلسلة من المراسلات الفكرية المعمّقة دامت نحو عام ونصف العام، عُرفت لاحقًا باسم “المراجعات”.
محاور الندوة:
أولًا: الأهمية التاريخية والعلمية لكتاب “المراجعات”
في هذا المحور، بيّن المحاضر كيف تحوّلت هذه الرسائل إلى وثيقة حوارية فريدة بين أهم رمزين دينيين من الشيعة والسنة.
وعليه، فقد أوضح أن قيمة “المراجعات” لا تكمن فقط في محتواها العلمي، بل في توقيتها التاريخي الحساس، إذ كانت بمثابة جسر للتفاهم المذهبي في زمن كانت فيه الحواجز الفكرية أكثر صلابة.
ثانيًا: تحليل مضامين “المراجعات” من حيث الأبحاث العقائدية ومنهجية الاستدلال
بعد ذلك، انتقل الشيخ المصري إلى تحليل دقيق للمضامين العقدية، مركّزًا على مسألة “الإمامة” التي وصفها الشهرستاني في الملل والنحل بأنه (ما سل سيف في الإسلام على قاعدة دينية مثل ما سل على الإمامة).
كما أنه، استعرض الأسلوب الاستدلالي المنهجي الذي تبناه السيد شرف الدين، والذي جمع بين الهدوء في الطرح والعمق في النقاش.
ثالثًا: حوار السيد شرف الدين وشيخ الأزهر كنموذج علمي للحوار الهادئ
من هنا، تطرق المحاضر إلى أن العلاقة بين السيد شرف الدين والشيخ سليم البشري تمثل نموذجًا راقيًا في التفاعل العلمي البنّاء، الذي يغلب عليه الاحترام، والابتعاد عن التشنج، والانطلاق من مشتركات الإسلام الكبرى.
رابعًا: “المراجعات” وإشكالية الحوار المذهبي – الدروس المستفادة لزمننا
أخيرًا، بيّن الشيخ المصري كيف يمكن الاستفادة من “المراجعات” في سياقنا المعاصر، خصوصًا في ظل التحديات الطائفية والإعلامية.
فمن جهة، تدعو هذه الرسائل إلى إعادة الاعتبار للخطاب العقلي والهادئ.
ومن جهة أخرى، تقدم “المراجعات” إطارًا صالحًا لحوار يراعي الثوابت ويحترم التنوع، ما يجعلها مصدر إلهام للباحثين والدعاة والمصلحين.
خاتمة:
شهدت الندوة حضورًا نوعيًا من طلبة العلم والمهتمين بقضايا الحوار الإسلامي، وقد أغنت المداخلات النقاش حول أهمية استلهام تجربة السيد شرف الدين في زمن التفرقة الإعلامية والتحديات الفكرية.
وفي الختام، شدد الشيخ محمد المصري العاملي على أن عيد الغدير هو ليس فقط مناسبة دينية، بل دعوة دائمة إلى تثبيت ولاية الحق وبناء جسور الوحدة الإسلامية.