ندوة| منارات الشام.. رحلة العلماء من العصور الأولى إلى السيد محسن الأمين
في إطار اهتمام مرفأ الكلمة للحوار والتأصيل الإسلامي بإحياء سِيَر العلماء والمصلحين، أقيمت ندوة فكرية بعنوان «منارات الشام.. رحلة العلماء من العصور الأولى إلى السيد محسن الأمين»، استضافت سماحة الشيخ محمد علي درويش الذي تناول مسيرة العلم والنهضة في بلاد الشام وصولًا إلى مدرسة الإصلاح التي أسسها السيد محسن الأمين قدس سره.
البيئة العلمية ومسار النهضة
استهلّ الشيخ درويش حديثه باستعراض البيئة العلمية في بلاد الشام، مبيّنًا كيف أسهم علماؤها في حفظ التراث الإسلامي الشيعي وصون الهوية الدينية رغم ما واجهوه من تحديات فكرية واجتماعية. وأشار إلى أن هذه الأرض كانت دائمًا منبعًا للعلماء الذين حملوا همّ الأمة بعلمٍ وإيمان.
نشأة السيد محسن الأمين وتكوينه العلمي
ثم انتقل إلى الحديث عن نشأة السيد محسن الأمين، موضحًا أنه نشأ في بيئة علمية صالحة غذّته بروح الاجتهاد والتجديد، فبرز سريعًا كأحد كبار العلماء الذين جمعوا بين الفكر والإدارة، وبين المعرفة العميقة والالتزام الاجتماعي.
مشروعه الإصلاحي والفكري
وبيّن الشيخ أن السيد الأمين لم يكن مجرّد فقيه أو أديب، بل صاحب مشروع إصلاحي متكامل، سعى من خلاله إلى تصحيح المفاهيم الدينية والاجتماعية، وإعادة بناء الوعي الإسلامي على أسس عقلانية وروحية في آنٍ واحد.
كما أوضح أن السيد الأمين أدرك مبكرًا أن الإصلاح يبدأ من النخب الواعية التي تحرّك ضمير الأمة وتعيدها إلى رسالتها الأصيلة، ومن ثم يمتد إلى تربية الأجيال على روح العمل والعلم والجهاد.
إرثه العلمي والموقف الرسالي
توقف الشيخ درويش عند صبر السيد الأمين في مواجهة الجهل والتعصّب، مبيّنًا أنه تحمّل الأذى بثباتٍ وإيمان حتى تحوّل كثير من خصومه إلى أنصاره، مؤكدًا أن هذا الصبر كان أحد أسرار نجاح مشروعه الإصلاحي.
كما عرض نماذج من مؤلفاته التي ما تزال تمثل مرجعًا علميًا وفكريًا للأجيال، لما تحمله من عمقٍ في الرؤية وشجاعة في الموقف، وروحٍ إصلاحية تجاوزت حدود الزمان والمكان.
خاتمة الندوة
اختُتمت الندوة بالتأكيد على أن السيد محسن الأمين ليس مجرد اسم في سجل التاريخ، بل هو أحد منارات الشام ونموذج حيّ للعالم الرسالي الذي جمع بين الفكر والعمل والجهاد، واستطاع أن يجعل من العلم منطلقًا للنهضة، ومن الإيمان طريقًا للإصلاح.
وقد أجمع الحضور على أن إعادة قراءة تجربته اليوم تمثّل ضرورة فكرية وثقافية لبناء وعيٍ جديد يعيد للأمة ثقتها بدورها الحضاري.