صدر عن مؤسسة “مرفأ الكلمة” للحوار والتأصيل الإسلاميّ في العام 2012 ميلادية تحت عنوان “محاضرات في الفكر الإسلامي المعاصر” لسماحة آية الله الشيخ عبد الهادي الفضلي، ومن إعداد ديوانية الغدير، كتاب يجوب في ردهات الفكر الإسلاميّ المعاصر، ويحاول الإجابة عن كثير من الأسئلة التي تخطر في أذهان عامّة الشعوب المسلمة، وذلك في لغة مبسّطة يسهل على جمهور قرّائه فهمه واستيعاب مضامينه.
ويأتي الكتاب على شكل محاضرات ثقافية يأتي فيها المؤلّف بالمفاهيم التي يودّ شرحها ومناقشتها، ثمّ يجيب سماحته عن أسئلة مطروحة لمزيد من التعمّق ورفع الإشكالات والتساؤلات الباقية في ذهن القارئ والمستمع إن وجدت.
يبدأ الكتاب في التعريف بمؤلّف الكتاب وبنية خطابه الثقافيّ والفكري، ثمّ يخوض في المحور الأول الذي يأتي تحت عنوان “مفاهيم قرآنية” في مفاهيم قرآنية مختلفة، من ذكر المؤمنين في القرآن الكريم وصفاتهم، ثم يتحدّث عن العلم والعمل بالاستقاء من القرآن، ومفاهيم قرآنية أخرى تتعلّق بالمجتمع المؤمن، مشيرًا في الوقت ذاته إلى مفاهيم سياسية وفلسفية ونظريات مختلفة في هذا السياق، مكوّنًا مقارنة مع المجتمعات الغربية والفكر الغربيّ مع دراسة نقديّة لها.
في المحور الثاني يتحدّث المؤلف حول نظامنا الإسلاميّ، ويبدأ بالمقارنة بين سلوك المجتمع المسلم والنظام الإسلاميّ كقانون وتشريع، معرجًا إلى قضية العلاقة بين الإمامة والأمّة، مختتمًا المحور بقضية ظهور صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه) معنونًا إياه “مَن ينتظر مَن؟”.
ويركّز في المحور الثالث على مجتمعنا الإسلاميّ، منتقدًا كثيرًا من العادات والأعراف الاجتماعية السائدة التي تقف في وجه التجديد والتقدّم والنهضة، معرّجًا إلى قضية المرجعية والمراجع، وفريضة الخمس، ويختتم المحور بالتأكيد على الوحدة الإسلامية تحت عنوان “الوحدة الإسلامية بين النظرية والتطبيق”.
يتحدّث المؤلف في المحور الرابع عمّا سمّاها “مفاهيم قلقة”، وعرّفها بأنّها تلك المفاهيم التي لا تستقرّ على مدلول أو معنى معيّن واحد؛ من مفهوم الحرية، ومفهوم حقّ الحياة، ومفهوم الفكر، ومفهوم الوعي وغيرها.
ويُختتم الكتاب بالمحور الخامس الذي هو عبارة عن ندوات مكتوبة جرت بين المؤلف وسماحة السيد حسن النمر، وهي ثلاث ندوات جاءت تحت عناوين: “القرآن دستور المسلم”، و”الوعي القرآني”، و”نظرات في المنبر الحسيني”.
ويأتي هذا الكتاب كمساهمة فكريّة بنّاءة في سبيل تسليط الضوء على كثير من قضايا الفكر الإسلامي المعاصر، وطرح الكثير من القضايا الاجتماعية ونقدها وطرح حلول وبدائل لها، مع التركيز على مقارنة المجتمع الإسلاميّ بنظيره الغربيّ وتوجيه النقد للأخير، وذلك على شكل محاضرات مكتوبة وأسئلة تطرح وتتم الإجابة عنها، كلّ ذلك بلغة مبسّطة يسيرة الفهم والهضم على الشريحة العامّة من المجتمع.