ندوة: التبليغ المتحضر مع الأفراد والمجتمعات المتقدمة
أقام مرفأ الكلمة للحوار والتأصيل الإسلامي ندوة مميزة باللغة الفارسية بعنوان:
“التبليغ المتحضر مع الأفراد والمجتمعات المتقدمة”،
قدّمها المبلّغ الدولي سماحة السيد أحمد زكي حسيني، إمام جمعة مدينة سيدني – أستراليا.
وقد تميزت الندوة بعرض تجارب تبليغية من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى جلسة أسئلة وأجوبة أغنت الحوار وأثرت النقاش
محاور ندوة التبليغ المتحضر مع الأفراد والمجتمعات المتقدمة:
1. المجتمع المتحضر تبليغيًا يقوم على أساس فكر إلهي
أوضح السيد حسيني أن المجتمعات المتقدمة تحتاج إلى خطاب ديني حضاري يوجه مسارها بالفكر الإلهي، لا بالانغلاق أو الإقصاء.
2. الوحي والعقل في صياغة المعرفة
شدد على أن الوحي يمثل المصدر الأساس للمعرفة، غير أن للعقل دوره الكبير في الفهم والتطبيق.
ومن هنا أكد أن إلغاء العقل أو تجاوزه فوق الوحي يسبب خللًا في مسار التبليغ، بينما التوازن بينهما ينتج وعيًا راسخًا.
3. المسؤولية والوعي الفردي
تطرق إلى أن أفراد المجتمع الراقي يتحملون مسؤولياتهم بوعي، ويعيشون بروح الالتزام، ما يجعلهم أكثر استعدادًا لتلقي الرسالة الدينية والتفاعل معها بوعي حضاري.
4. العدالة في توزيع الثروات
أكد أن العدالة الاقتصادية من ركائز المجتمعات المتحضرة.
فالملكية الخاصة محترمة ضمن الإطار الشرعي، إلا أن المال لا يصح أن يكون معيار التفاضل بين الناس أو شرطًا لتولي المناصب.
واستشهد بالآية الكريمة: {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ} [الحشر: 7].
5. النظام السياسي ذو الهوية الإلهية
أوضح أن النظام السياسي المتحضر لا يقوم على الاستعلاء أو التسلط، بل على أساس أن الحاكمين خدّام للشعب، يعملون لخدمته وتحقيق مصلحة الأمة، لا للاستحواذ على السلطة.
الخاتمة:
في ختام الندوة، شدد السيد أحمد زكي حسيني على أن التبليغ المعاصر يحتاج إلى رؤية حضارية متوازنة، تستلهم من الوحي والعقل معًا، وتستجيب لحاجات المجتمعات المتقدمة من دون تفريط بالثوابت.
كما أبرز أهمية التمسك بالعدالة والهوية الإلهية للنظام السياسي، مع نشر ثقافة المسؤولية الفردية، بوصفها عناصر أساسية لنجاح العمل التبليغي.
