ندوة: القرآن الكريم ومنهج القادة في معركة الوعي والانتصار
في إطار سلسلة الندوات الفكرية التي يقيمها مرفأ الكلمة للحوار والتأصيل الإسلامي، انعقدت ندوة بعنوان:
“القرآن الكريم ومنهج القادة في معركة الوعي والانتصار”، قدّمها سماحة السيد عبد السلام زين العابدين، المتخصص في علوم القرآن والتفسير.
تناولت الندوة علاقة القائد بالوحي الإلهي، ودور المنهج القرآني في صناعة الوعي وقيادة الأمة نحو النصر في مختلف الميادين الفكرية والسياسية والاجتماعية.
محاور الندوة
- القرآن وصناعة الوعي القيادي
أوضح السيد زين العابدين أن القرآن الكريم قدّم نموذجًا فريدًا في إعداد القادة، من خلال عرض تجارب الأنبياء والمرسلين بوصفهم قادة ربانيين يمارسون القيادة على أساس العدالة والمعرفة والإيمان. - التمسك بالمنهج القرآني في مواجهة التحديات
شدّد على أن مواجهة أزمات الأمة الفكرية والسياسية لا يمكن أن تنجح إلا بالعودة إلى المنهج القرآني في التفكير والتخطيط والعمل، لأن القرآن لا يقدم مجرد تعاليم، بل يصنع وعيًا يقود إلى النهوض. - منهج القادة في تحويل الوعي إلى انتصار
بيّن أن الوعي القرآني لا يتوقف عند حدود الفهم، بل يتجسد في الميدان، موضحًا أن القائد الحقيقي هو من يحوّل الوعي إلى مشروع انتصارٍ للأمة، مستندًا إلى القيم الإلهية ومبادئ الإصلاح. - استلهام التجربة القرآنية في القيادة لبناء مستقبل أكثر قوة
دعا السيد زين العابدين إلى قراءة واعية للتجربة القرآنية في القيادة، من أجل بناء أجيال تمتلك الوعي والبصيرة، وتستطيع أن تواجه مخططات الإضعاف والتزييف التي تستهدف الأمة الإسلامية.
أهم ما جاء في الندوة
أشار سماحته إلى أن الكثير من الآيات القرآنية تحدثت عن الأنبياء والمرسلين كقادةٍ للأمم، مؤكدًا أن القيادة في المنهج القرآني مسؤولية إلهية قائمة على العدالة والصلاح.
وأضاف: «ولو لم يكن لدينا إلا آية (يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ…) لكفتنا دليلاً على ضرورة عدالة القائد».
ونوّه إلى أن من يتجاهل شرط الصلاح في القائد يساهم من حيث لا يدري في صناعة طغاة المستقبل، لأن غياب العدالة عن القيادة يفتح الباب أمام الانحراف والاستبداد.
وتحدّث عن أهم صفات القائد الناجح، مبينًا أن الصلاح، والقدرة على القيادة، والتحليل العميق للأشخاص والمواقف تمثل ركائز القيادة الراشدة التي أرساها القرآن.
وفي مقارنة دقيقة بين منهجين في القيادة، قال السيد زين العابدين إن أمير المؤمنين عليه السلام لم يكن أقل ذكاءً من معاوية،
بل كان يرفض استخدام الوسائل التي تخالف رضا الله أو تسيء إلى المروءة، على عكس معاوية الذي لم يتورع عن استخدام كل وسيلة لتحقيق غايته.
ومن ثم اختُتمت الندوة بالتأكيد على أن معركة الوعي هي المعركة الحاسمة في هذا العصر،
وأن الأمة لا يمكن أن تنتصر ما لم تمتلك قيادة قرآنية تعي رسالتها وتستمد قوتها من قيم الوحي.
كما دعا سماحة السيد عبد السلام زين العابدين إلى ترسيخ ثقافة القائد المصلح الذي يجمع بين الإيمان والبصيرة والعمل،
لأن الوعي الذي يصنعه القرآن هو الخطوة الأولى نحو انتصار الأمة واستعادتها لدورها الحضاري.