Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
العالم الإسلاميالعناوين

الإشارات القرآنية إلى الظواهر الكونية


نزل القرآن الكريم هدياً إلهياً إلى البشر، يُعرفهم بالله تعالى، ويدعوهم إلى طاعته، والإيمان به وبلقائه، ولم يرد لتعليم الناس العلوم الطبيعية، أو الفلكية، أو غيرها من العلوم التي أُوكلت للجهد الإنساني.

ولكن القرآن العظيم تضمن إشارات كثيرة إلى الظواهر العلميّة الكونية قصد إلفات الناس إلى الله خالقها، فهي أدلّة على وجوده، ووحدانيته، وقدرته، وحكمته، وعلمه، وكانت هذه الإشارات إعجازاً علمياً لأنّ العلم جاء بما يتوافق وتلك الإشارات القرآنية. وليس معنى هذا أن تلك الإشارات من قبيل النظريات العلمية.

فإن القرآن لا يتناول الناحية المتعلقة بالنظريات العلمية، لأن النظريات العلمية مفسرة لظواهر غير ثابتة، فلو قلنا: إن القرآن تضمن نظرية كذا أو نظرية كذا.

من نظريات العلم، لعرّضنا القرآن إلى التبديل والتغير أو البطلان أحياناً، لأن نظريات العلم تتبدل وتتغير ومنها ما يبطل أحياناً، فالعلمُ في تطور مستمر، وإنّما الذي ورد به القرآن إشاراتٌ واضحة إلى ظواهر ثابتة وواضحة، وفي هذا المعنى اندرجت الآيات المتعلقة بالكون، فإذا كان العلم المعاصر مثلاً قد كشف أنّ الكون نشأ من (غاز)، فإنَّ القرآن الكريم يذكر أنّه نشأ من (دخان)، وكلمة (الدخان) هي الأصل في التعبير عن المادة المتبخرة، وكلمة (غاز) دخيلة من اللغات الأجنبية الحديثة.


يقول تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إلى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ…) (سورة فصلت، الآية:11).
وإذا كان العلم اكتشف أنّ الكون كلّه كان قبضة واحدة من الغاز المركّز بشدّة فوقع فتقها أو تفجيرها، فإنّ القرآن الكريم يذكر أنّ الكون في بدايته كان كتلةً واحدة، وكانت تلك الكتلة رتقاً، أي مُلتحمة التحاماً شديداً، فوقع فتقها، أي فكها، قال تعالى:


(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)(سورة الأنبياء، الآية:30).


وإذا كان العلم قد اكتشف حديثاً جداً أنّ الكون يتوسّع باستمرار، فتتباعد المجرّات فيه بسرعة مدهشة، فإن القرآن العظيم يُشير إلى هذه الظاهرة بقوله:
(وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) (سورة الذّاريات، الآية: 47).
إن الله تعالى هو مُنزّلُ القرآن، وهو خالق الكون، فأيُّ غرابةٍ من أن يشير فيما أنزل إلى ما خلق؟.

عن كتاب( الكون من الذرة إلى المجرة)
للدكتور حمادي العبيدي ـ بتصرف ـ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى